اخر الأخبار

الخميس، 22 مارس 2018

وما تحت الثرى


وما تحت الثرى

قال تعالى: ﴿لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى﴾. 
الثرى في كتب اللغة يعني التراب، وزاد بعضهم فقال هو التراب المبلول
ولقد اكتشف العلماء العديد من المخلوقات في باطن التربة، منها البكتريا والفطريات والديدان بأنواعها وغير ذلك كثير.
يقول: مارتن الكسندر: يعتبر تعريف طبيعة الوسط الذي يحيط بالكائنات الدقيقة مدخلاً ضرورياً لدراسة ميكروبيولوجيا (الكائنات الحية الدقيقة) التربة.
ويعرّف التربة بأنها الطبقة الخارجية المفككة من سطح الأرض التي تختلف تماماً عن الطبقات الصخرية العميقة.

ولنترك المجال لأهل الاختصاص في مجال التربة لنتعرف على خلق الله في هذه البيئة العجيبة، مبتدئين بكل صنف منها بشيء من التفصيل.

1. البكتريا:


نرى تحت الثرى الملايين من البكتيريا التي تقوم بإتمام دورات الحياة المرتبطة بالتربة، وملايين الفطريات المفتته للصخور والمحلله للبقايا الحيوانية والنباتية، وملايين الاكتينوميسيتات المخصبة للتربة والمنظمة لمحتواها الميكروبي، وعشرات الطحالب المخصبة للتربة، والفيروسات المنظمة لأعداد الكائنات الحية الأخرى في التربة، ونرى الحيوانات الأولية، والديدان النيماتودية المقلبة والمهوّية للتربة، ونرى الحبوب والبذور والسيقان الأرضية والجذور الدرنية وغير ذلك من سكان الأرض الحية والقاحلة والغدقة والجافة.
ويصل وزن الخلايا البكتيرية الحية الطازجة والنشطة من (300) إلى (400) كيلوجرام في الهكتار الواحد، وهي بذلك تمثل (من 1-40%) من وزن التربة الحية.
2. الفطريات:

وتأتي الفطريات بعد ذلك وهي الكائنات الحية غير الذاتية التغذية التي وهبها الله سبحانه وتعالى أقوى جهاز إنزيمي في الكائنات الحية تحلل به المواد العضوية كلها وتنتج الأحماض العضوية المفتتة للصخور.
وبالدراسة والبحث وجد أن كل جرام واحد من التربة يحتوي من (10) إلى (100) متر من الخيوط الفطرية، أي ما يعادل من (500) إلى (5000) كيلوجرام فطر في كل هكتار من سطح التربة.

3. الطحالب:


وبخصوص الطحالب (Algae)، فإنها تنتشر في كل الأراضي تقريباً، وتتميز الطحالب باعتمادها في تغذيتها على التغذية الضوئية الذاتية (Photoautotrophs) لوجود اليخضور في خلاياها.
ويلزم لمعيشة الطحالب ذاتياً في التربة توفر الماء والنتروجين والبوتاسيوم والفوسفور، والكبريت والحديد وكميات قليلة جداً من العناصر النادرة، وتحصل هذه الطحالب على الكربون اللازم لها للبناء الضوئي من ثاني أكسيد الكربون (CO3) الحيوي وكربونات التربة كما تحصل من الضوء الساقط عليها على الطاقة اللازمة لها.

4. الفيروسات:


وتحتوي التربة على العديد من الفيروسات ملتقمة البكتيريا (Bacteriophage) القادرة على التطفل على الخلايا البكتيرية في العقد الجذرية (Rhizobium)، كما تهاجم الفيروسات خيوط (Hypha) عيش الغراب (Maschroom) والطحالب الخضراء المزرقة (Blue greenalgae) وبذلك تحافظ على الاتزان الميكروبي في التربة.

ماذا لو غاب ما تحت الثرى؟!

لا يمكن أن نعرف أهمية ما تحت الثرى فيما تقدم من مخلوقات أوجدها الخالق حتى نعرف ماذا يحدث لهذه الأرض إذا ما فقدت تلك الكائنات أو بعضها، فلو غابت البكتيريا، والاكتينوميسيات، والفطريات، والطحالب، والجذور النباتية من تحت الثرى توقفت دورات النتروجين، والكربون، والفوسفور، والكبريت وماتت الأرض وتصحرت ومات النبات، واختفت الحياة تماماً من على الأرض، فلا حياة بدون ما تحت الثرى، 
قد تكون الطحالب والبطاطا واللفت والكمأ وغيرها من المخلوقات مشاهدة للعين أو قد رآها من كان يعيش قبل مئات السنين وعرفها واعتاش عليها، ولكن لم يكن بالإمكان أن يعرف عن البكتريا والفيروسات والفطريات وغيرها من الكائنات الدقيقة شيئاً

واليوم نرى المكتشفات التي تأخذ بالألباب وكأنها تشكل لوحة فنية عجيبة هندستْها تلك الكائنات الخفية إذا ما تم تكبير بيئتها بآلاف المرات بواسطة المجاهر الإلكترونية، فهل كان بمقدور محمد صلى الله عليه وسلم أن يرى كل تلك المخلوقات، بدون هذه الوسائل المتطورة؟ إنه سؤال يطرح نفسه، بل إن العقل والمنطق يحتم ويقطع بجوابه؛ أنه لا يمكن أن يتصور ذلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق